وبشكل مفاجئ أصيب جون بانتكاس حاد، ففي الأسبوع الأول من الشهر الثاني لمعالجته، بدأت تظهر عليه علامات غريبة، فقد بح صوته، ورافق ذلك شرود في ذهنه، ولا مبالاة مع تجاهل للكثير من الأسئلة، وأصبح يتمتم وشكله أقرب ما يكون للمخمور، ثم دخل في شبه غيبوبة، وقد تبين أن سبب هذا هو هبوط شديد في سكر الدم، فأعطى (50) مللتر من محلول سكري، في الوريد وزادت الرقابة على البول والحرارة والنبض والتنفس، وفي صباح اليوم التالي كان يتصرف بغرابة أكثر، وأصيب ثانية بنقص شديد في سكر الدم، فأعطي في الحال محلول سكري لمعادلة ذلك، وتبين أن سببه هو علاج بنتاميدين (Pentamadine) فأوقف فوراً، وكذلك المضادات الحيوية التي كان يأخذها، وأعطى بدلاً منها، غراماً واحداً سفتازادين (Ceftazadine) مع (80) ملغم من جنتامايسين (Gentamicin) كل ثماني ساعات في العضل.
وفي نهاية الأسبوع الأول من الشهر الثاني، أصيب (جون) بحساسية عامة في جميع أجزاء جسمه، ثم تبعها ارتفاع الحرارة (39ْم) ثم زيادة في البلغم، مع تغيير في اللون (أخضر)، وكانت كريات الدم البيضاء (780) فقط، أما الهيموجلوبين فقد كان (2،
غرام، وفي الأيام القليلة التي تبعت ذلك كانت الحرارة تتحسن قليلاً علماً أنه أعطي ثلاث وحدات من الدم، وكان تحت المراقبة الحثيثة وفي نهاية الأسبوع الثاني من الشهر الثاني، كان الهيموجلوبين (6، 9)، وكريات الدم البيضاء (1200)، وكانت حالته ما بين مد وجزر ولما كانت له رغبة في أن يحتفل بعيد ميلاده برفقة أصحابه، فقد سمح له الطبيب بمغادرة المستشفى، شريطة أن يعتني به زملاؤه عناية فائقة، ورغم الكميات الكبيرة من العلاجات الفعالة، والمراقبة الحثيثة المستمرة، إلا أن الانتانات الانتهازية كانت له بالمرصاد، فبعد أن أحتفل بعيد ميلاده الرابع والثلاثين، كان الموت الأسود بإنتظاره، فمات مزرقاً مختنقاً نتيجة التهاب الرئة الحاد لتطوى صفحة من صفحات العذاب التي عاشها (جون).
وبعد..
هذا الشاب في عنفوان قوته، في العقد الثالث من عمره، في زهرة شبابه.. الأصل أن لا يعرف المرض في هذا السن.. إلا أن الشذوذ قلب حياته رأساً على عقب.. فتارة يزرق ويكاد يختنق، وأخرى لا يستطيع الازدراد.. أو يصاب بسعال جاف وحاد.. ثم حمى وإلتهابات صدرية أو معوية متكررة، يأتيه الألم من كل جانب وما هو بميت .
فتارة الأكسجين على الأنف، وأخرى حقن في العضل أو سائل في الوريد .. وثالثة الأثافي علاجات سرطانية، آلامها لا تقل عن المرض ذاته.. حتى ضاقت على جون نفسه التي بين جنبيه، وإنهارت قواه وانهدت، حتى أصبح لا يقوى على خدمة نفسه.
والإنسان عادة يعيش بمشاعر ساعته.. فإن كان صعبة مريرة، شعر وكأنه لم يذق في حياته نعيماً قط.. فكيف إذا كان كل ذلك بسبب خروجه على الفطرة وبمحض إرادته.. ولا شك أن الأمر يكون أصعب عندما يتذكر أنه كان يمكن تجنبه .. فيندم حتى يقتله الندم ولات حين مندم..
والسعيد من اتعظ بغيره ولم يتبع نفسه هواها.
حقائق وأرقام
· لم يحظ مرض في السابق بإهتمام العالم أجمع، وعلى كافة المستويات الرسمية والشعبية والمحافل العلمية، كالذي حظي به مرض الإيدز.
· تؤكد الحقائق الملموسة أنه لا علاج لهذا المرض، وأن العلماء حتى الآن لم يكون بمقدورهم تطوير مصل واق منه، رغم كل الأبحاث والإعلانات، التي تظهر بين الفينة والأخرى في وسائل الإعلام المختلفة.
· الإصابات بهذا المرض بإزدياد مستمر ومذهل، رغم الجهود الجبارة التي بذلت وتبذل على المستوى العالمي، من قبل منظمة الصحة العالمية، وعلى المستوى الإقليمي من قبل الدول المختلفة، ولا زالت إفريقيا في المقدمة، يليها دول أوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا، فهي الأكثر تسارعاً وازدياداً في عدد الإصابات.
· فعدد الذين يصابون بفيروس الإيدز أحد عشر شخصاً في الدقيقة الواحدة، وهذا يعني أن عدد المصابين الجدد يزداد يومياً (16000) (ستة عشر ألفاً) تقريباً على مستوى العالم، منهم حوالي عشرة آلاف إصابة يومية في جنوب الصحراء الأفريقية، ومن يجد منهم علاجاً سيعمل لحوالي عشرة سنوات .. إلا أنهم سيموتون قبل وصولهم سن التقاعد.
· تقدر منظمة العمل الدولية، أكل موظف مصاب بالإيدز، سيخسر 15 سنة من حياته العملية.
· عدد الذين اصيبوا بالفيروس عام 2005م فقط هو ستة ملايين شخص.
· مات بسبب الإيدز عام 2005م أكثر من ثلاثة ملايين إنسان.
شكل توضيحي لهيكل فيروس الإيدز
· عدد الذين قضوا نحبهم بسبب هذا المرض في العالم للآن 28 مليون إنسان.
· خمسون في المئة (50%) من المصابين تتراوح أعمارهم بين (15_24 ) عاماً.
· عدد الإصابات اليومية في نيويورك وحدها ثلاث وتسعون(93) إصابة، كما جاء في إحدى نشرات مركز مراقبة الأوبئة في أمريكا.
· خمس عشر مليون طفل يتيم بسبب الإيدز حتى الآن في العالم.
· يقتل الإيدز يومياً ثمانية آلاف شخص، منهم خمسة آلاف وخمسمائة إنسان جنوب الصحراء الأفريقية.
· ثلاث وأربعون (43) مليوناً عدد المصابين الأحياء المعلن عنهم رسمياً، غير أن بعض العلماء يشككون في صحة هذا الرقم، بسبب نقص التقارير والإحصاءات في كثير من دلو العالم.
· يوجد 6 مليون مريض بالإيدز بحاجة ماسة جداً إلى العلاج.
· تبلغ تكلفة علاج المريض الواحد بالإيدز في أمريكا 100ألف دولار.
· العلاجات المتوفرة مكلفة جداً، وهي لتخفيف سرعة تكاثر الفيروس داخل جسم المصاب، وبالتالي وقف تدهور حالته، ولكن لا تساعد على الشفاء من المرض.
· 11% من ذريات فيروس الإيدز المعروفة مقاومة للعلاجات المتوفرة حيث لا تتأثر بها وتبقى على سرعتها في التكاثر داخل الجسم.
· ظهرت ذريات جديدة من فيروس الإيدز في مناطق جغرافية مختلفة لأسباب معظمها غير معروف علمياً.
· مع أن القارة الأفريقية لا زالت في المقدمة من حيث عدد الإصابات إلا أن الأعداد تتزايد بسرعة في روسيا، وجنوب شرق آسيا، بين صفوف الشباب، ليس فقط في المناطق السياحية، ولكن حيث وُجد البغاء والشذوذ والفقر والجهل.
· كل وحدات الدعم تخضع للفحص المخبري، لإثبات خلوها من الفيروس، قبل إستعمالها، ولذلك لم يعد الدم سبباً مهماً في نشر الفيروس.
· كان المتوقع أن تنخفض عدد الإصابات بعد السيطرة على دور والتبرع بالأعضاء وما شابه ذلك.. إلا أن المفاجأة كانت ازدياد الإصابات يوماً عن يوم، لذلك أدرج هذا المرض مع سلسلة الأمراض المنقولة جنسياً لأن الزنا والشذوذ هما السبب في نشره.
· التثقيف والتوعية بكل الوسائل هو السلاح الوحيد لمنظمة الصحة العالمية، في مكافحتها للإيدز على مستوى العالم أجمع .. مع ضرورة التركيز على تثقيف صغار السن (10ـ 24) عاماً لأنهم في مرحلة تطوير السلوك.
· أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن منطقة الشرق الأوسط فيها 510.000إصابة بفيروس الإيدز، ورغم أنها أقل نسبياً من غيرها بسبب الإلتزام الديني وتحريم الزنا والشذوذ، إلا أن الإخفاء سيضاعف الوباء.. والمنطقة مهددة كغيرها، إذا لم يقم كل بمسؤولياته تجاه مكافحة هذا الوباء، بالتثقيف والتوعية وأخذ الإحتياطات اللازمة، والممكنة لنصح المصابين، وإحسان التعامل معهم ومع أسرهم.
· أنا على يقين بأن العلماء ـ عاجلاً أو آجلاً ـ سيكتشفون علاجاً قاتلاً لفيروس الإيدز مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله عز وجل " رواه مسلم. لكن اكتشاف العلاج وحده لن يوقف المرض أو يحد من انتشاره، بدليل وجود أمراض جنسية كثيرة، علاجاتها متوفرة وبكثرة، إلا أنها بازدياد مستمر خاصة بين صفوف الشباب.
· العلاج الحقيقي والجذري الذي يحد من انتشار الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً، ويعمل على مكافحتها يكمن في حُسن تربية الأجيال، وتنشئتهم حسب التعاليم السماوية، التي تُحرِّم كل الوسائل المؤدية لانتشار هذه الأمراض، المتمثلة بالزنا والشذوذ والمخدرات.
· قال الله تبارك وتعالى : ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) الإسراء 32.
· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كيف أنتم إذا وقعت فيكم خمس، وأعوذ بالله أن تكون فيكم أو تدركوهن، ما ظهرت الفاحشة (الزنا) في قوم قط، يعمل بها فيهم علانية، إلا ظهر فيهم الطاعون (الوباء)والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم.. " رواه الحاكم.
· وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان: " إذا استحلت أمتي خمس فعليهم الدمار، إذا ظهر التلاعن وشربوا الخمر، ولبسوا الحرير، واتخذوا القينات، واكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء) رواه البيهقي.
· وبعد أليس اكتفاء الرجال بالرجال، والنساء بالنساء الذي أصبح مباحاً بحكم القانون في دول غربية كثيرة، هو الشذوذ بعينه؟؟ ألم يثمر ذلك للبشرية أمراضاً لم تكن في السابق؟؟
اليس الإيدز مرضاً جديداً لم يتجاوز عمره خمس وعشرون خريفاً؟؟
مصدر الصورة العلمية : موقع الموسوعة الحرة
http://wikipedia.org/