أنظر إلى الصبح فالأنفاس تشتعل
شوقا إلى طلعة الإصباح يا رجل
مـا انفك ليل الدجى موتى يشيعنا
حتى بكى موتنا الخرسـاء والحمل
قد عطلت شرعة الإسلام وانطفأت
مشاعل الحق وانداحت بنا السبل
وحار فكر اللبيب الحر في زمن
يصير فيه "رؤوسـا" كل من هبلوا
تسـاوت البدعة الحمقاء بالسنن
وقيل للبغل في الأمداح:يـا جمل
لم نلزم الدين في توحـيد قبلتنا
حتى تمادت بنا الأهواء والنحل
فكلما هبت الأريـاح مــن جهة
رأيتنـا خلفها نجــري ونرتحل
ضاعت مرافؤنا في اليم وانقمعت
قوافل المـاء بالأوهـام تنتعـل
وسار ركب بني الإسلام في نزل
ولم يكـف النزول المـر، فاقتتلوا
كأننا رجل في عقله خبـل
في نفسه كلـل في جسمه خلل
كأننا في الصدى صوت بلا هدف
يرده الأفق بالخيبات يكتحـل
كأننا كالغثاء الرخــو في زمن
تنبأت عنه ما جاءت بـه الرسل
تداعت الأرض طرا فـوق قصعتنا
ونحن صرعى، فلا حس ولا وجـل
نحن الذين مشت في الأرض هيبتنا
وحدث التاريخ عنا كل من جهلو
ونحن من رفعت "حطين"رايتن
وهابنا السهل في الأرض والجبل
لقد تركنا الهدى فانسلت الأمـم
إلى معاقلنـا بالنهب تختتل
فالأرض منهوبة والعـرض منتهك
والنفس حيرى وقد ضاقت بها السبل
بنو قريضة في الأقصى تهـوده
وكم عتوا في بني الإسلام كم قتلوا
بنوا على أرضنا عرشا من الخدع
وشيدوا دولــة بالبغي تحـتفل
دعوا إلى السلم والتنطبيع في شغف
فصفقت كف إخوان وما خجلـوا
وحاربوا الدين بالإعلام والكتب
وجند الجند والأمـوال والملل
فتلك حالتنا يا صاح في الأمم
قوم على الأرض أشباح لها ظلل
مهما يطل ليلنا فالصبح موعدنـا
وإن فجرا لنا آت فمشتعل
ترجمت قولي إلى شعـر لتسمعه
فاخرج من الليل بالقرآن يا رجل