من يظن أنّ الحرب على الإسلام والمسلمين تأتي فقط من الخارج فهو مخطئ، فالحرب التي تشنها عصابات من شياطين الإنس من داخل بلاد المسلمين على الإسلام وهديه وشعائره هي الحرب الحقيقية، وجنود هذه الحرب يتسمّون بأسماء المسلمين وربما يتظاهرون ببعض تعاليمه لكنهم في الحقيقة أشد النّاس عداوة للمؤمنين وهم ألد الخصام.
وفي (تونس).. ذلك البلد العربي الإسلامي الذي فتحه (عقبة بن نافع) في صدر الإسلام تشتد المعركة هناك بين من يريد عبادة الله والتزام الشريعة بنفسه وتطبيق الفرائض، وبين من يحارب المسلمين والمسلمات في دينهم وشريعتهم!! ليس الأمر سرًا أن تمنع فتاة من دخول اختبارات الثانوية العامة أو الجامعة بسبب أنّها تغطي شعرها بالحجاب الشرعي!! وليس غريبًا في (تونس) أن ترى فتاة في السابعة عشرة تقتاد إلى المخافر بجريمة لبس الحجاب!!
المصيبة أنّ السلطات الرسمية في (تونس) (العلمانية) ترى أنّ الحجاب لباس طائفي!! وهي لا تمنع قطعة قماش لاتستر كل الشعر وهو تقليد تونسي، أمّا إذا كان الأمر حجابًا شرعيًا يدل على أنّ صاحبته التزمته لأنّها تؤمن بوجوبه والتزاما منها بشريعة رب العالمين، فلا مكان لها في المدارس والمعاهد والكليات والدوائر الرسمية بل حتى في المستشفيات أحيانًا!! حيث منعت ـ حسب بعض المصادر ـ الحوامل من دخول المستشفيات لأجل الولادة وذلك بسبب حجابهن!!
تخيل أنّ ابنتك التي درست في منزلها اثنتى عشرة سنة وتريد أن تتقدم لامتحان الثانوية العامة تطرد من مدرستها ويلغى تسجيلها، وربما تعتقل إلى قسم الشرطة وكل هذا بسبب حجابها!! أي حق للإنسان في (تونس) إذا كان من يلتزم شريعة ربّه يطارد ويحارب؟! أي حرية تدعيها الحكومة التونسية وهي تحارب المسلمين في دينهم؟!
إنّ أغلب الدول الأوروبية ان لم تكن كلها لاتمنع المحجبات حقوقهن في الحياة ولو كن أجنبيات وغير مواطنات، بل حتى الكيان الصهيوني لا يتجرأ على منع المحجبات دخول المؤسسات الرسمية أو العمل فيها، أمّا النظام "التونسي" "الديموقراطي"!! فهو يمارس "أعتى" و"أشرس" صور الاضطهاد الديني وعلى مواطنيه!!
الغريب في الأمر أنّ الدول الأوروبية تثني على تونس في مجال الحريات وحقوق الإنسان، وتعطيها الصبغة القانونية والحماية الدولية في حربها على الإسلام والمسلمين!! فما لا تستطيع أوروبا فعله في المسلمين في دولها تشجع عليه "أتباعها" ليفعلوه في بلادهم "الإسلامية"!!
إحدى الطالبات ـ حسب موقع "العربية نت" ـ رفض المعهد تقديم مشروعها النهائي إلّا إذا أحضرت شهادة "ختم تربص سابق"!! أجرته الطالبة خلال شهر كامل، وبالطبع لن تعطى هذه الشهادة بسبب حجابها!!
إنّ الحرب على الحياء والفضيلة والستر والحجاب مستمر منذ أن خلق الله البشر وإلى قيام الساعة حيث "يتهارج" النّاس تهارج الحمر في الشوارع!! وكما حذر الرب عز وجل في القرآن: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا} [سورة الأعراف: من الآية 27].. فهذه دعوة الشيطان وأتباعه، أمر الرب جل وعلا نساء المسلمين بالحجاب والستر والعفة، أمّا الشيطان وأتباعه الذين تكاثروا في بلاد المسلمين سواء كانوا في السلطة كما في بعض الدول، أو في البرلمانات أو في أجهزة الإعلام وبعض الزوايا في الجرائد، أو كانوا مدرسين في المعاهد والكليات، فهؤلاء هدفهم الأسمى هو نزع الحياء والستر، ولهذا تجدهم لا يتورعون عن الاستهزاء بالحجاب والطعن فيه وذمه.
وباختصار فإنّ بعض البلاد "الإسلامية" يقوم عليها اليوم "دعاة" على "أبواب جهنم" يفتنون النّاس في دينهم ويصدونهم عن شريعة ربّهم، فهم يتسمّون بأسماء المسلمين ويتكلمون بلسان العرب ولكنهم يدعون إلى جهنم ومن أطاعهم قذفوه فيها!!
كفانا الله شرهم وأعان المسلمين في بلادهم على تطبيق شريعة ربّهم.